"ابو جاموس" حكاية من حكايات
السويس التى سببت رعب و فزع لكل من عايشها وقتها.
كثير من شبابنا لم يسمع عنها، و قليل من سمع عنها من الاجيال التى عاصرتها، و
القليل النادر الان من سمع بنفسة هذا الصوت الهادر المرعب الشبية بصوت خوار الجاموس، و
الذى يسبق دائما انفجار هائل يطيح بمبانى المدينة و ينسفها نسفا و يزهق معه ما قدر الله
من ارواح من صمد فى المدينة من سكانها، و لم يهجرها الى الدلتا.
"ابو جاموس" هو الاسم الذى اطلقة
اهالى السويس على مدفع فرنسى، من طراز هودزر 155 ملى، استخدمة العدو الاسرائيلى فى
مهاجمة السويس، و صب نيرانه على احيائها من النقطة الحصينة للعدو بمنطقة عيون موسى
بالسويس، على بعد 17 كيلو متر فقط من السويس.
و لما تعرف ان مدى المدفع 30 كيلو متر هتعرف ان السويس بكاملها كانت فى مدى
المدفع و تحت رحمتة، يوجه داناتة المدمرة بخسة حيث يشاء، لتحدث صوتا عند سقوطها على
المدينة يشبة خوار الجاموس، ثم يختفى عن الانظار داخل الدشمة الحصينة فلا تستطيع
طائراتنا ان ترصد مكانة و لا توجية ضربات مدمرة له.
و لمن لا يعرف فالنقطة الحصينة هذة بعيون
موسى بناها العدو لتتحمل ضربات قنابل تزن 1000 رطل، و تتكون من عدة دشم حصينة و ذلك
لتشكيلها من حوائط سميكة مدعمة بقضبان سكة حديد خلعها جنود العدو من خط السكة
الحديد بين القاهرة و فلسطين بعد نكسة 1967. فوقها سلاسل من الصخور و الحجارة، وتم
تسليح الدشم بعدد ست مدافع من طراز هودزر الفرنسى و يتحرك المدفع بنظام هيدروليكى
من داخل الدشمة ليطل من خلال فتحة خاصة يطلق قذائفة منها و يعود للداخل و تغلق
الفتحة ليختفى عن الانظار.
استمرت مدافع ابو جاموس فى قصف السويس و مصانع البترول والزيتيات السماد وميناء الأدبية وبور توفيق غرب القناة طوال فتره حرب الاستنزاف. ثم جاءت حرب اكتوبر لتسطر نهاية الحكاية، حكاية ابو جاموس و بالتحديد يوم 9 أكتوبر، لتستلم النقطة الحصينة برغم عتادها و معدتها و ذخائرها و مؤنها التى تمكن من بالنقطة من الصمود شهور، لكن امام ارادة جنود مصر لم يصمدوا طويلا و سرعان ما استسلموا فهم لا يجيدون الا الضرب بخسة، فقام جنودنا الابطال و بمساعدة بدو المنطقة و عناصر المخابرات بالسيطرة على النقطة و تدمير خمسة من مدافع ابو جاموس التى طالما اذاقت السويس الويلات و يتبقى احد المدافع شاهدا على صمود السويس و اهلها امام قوة ابو جاموس الجبارة.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق