تداعت الى ذاكرتى اثناء مرورى بجانب قصر محمد على بالسويس، زيارتى لوسط مدينة هانوفر الالمانية،، فهناك تجد اهتمام عجيب بالحفاظ علي تراث المدينة المعمارى و التاريخى، حتى و لو كان بيت صغير كل تاريخة انه نجى من القصف المدمر للمدينة فى الحرب العالمية الثانية سنة 1945. و قد يبالغوا فى حماية هذة المبانى التراثية عندهم من الاندثار او الاستغناء عنها بالهدم بحجة التطوير، او توسيع الشوارع، او تأثرها باى اعمال إنشائية جديدة، و قد يصل الامر بهم الى اغلاق كل الشوارع المحيطة بالمبنى امام حركة السيارات و تخصيصها للمشاة فقط حتى لا تعجل حركة المرور و ضوضائها من تهاوى اجزائها. هنا فى السويس الصامدة امام جيوش الاهمال بعد صمودها المعروف اما جيوش الاعداء فتجد هذا القصر البائس و الذى لا ينكر احد تاريخيته و اهميتة كشاهد على فترة تاريخية من اهم فترات مصر، و برغم الوعود المتكررة من المسئولين بترميمة و اصلاحة و انتشالة من الاهمال الغارق بة، الا ان حالتة تتطور من سيئ الى أسوا دون ان يتحرك احد و كأننا نمتلك مثلة الكثير بالسويس فلا يهم ان ينقص قصر من هذة القصور.
يقع قصر محمد على باشا بشارع النبى موسى بمنطقة الخور ساحل و ميناء السويس قديما، و يرجع إنشاء هذا القصر الى سنة 1812م حيث بناه محمد على باشا ليكون مقرا له عند حضورة الى السويس للاشراف على بناء و إعداد الاسطول المصرى المتجة للحجاز للقضاء على الحركة الوهابية. القصر بيتكون كما هو واضح بالصورة من فناء اوسط مكشوف على شكل مستطيل و يحيط بهذا الفناء جميع التكوينات المعمارية من اربع جهات و يتكون من طابقين أرضى و علو. و للقصر مدخلان رئيسيان مدخل شمالى و مدخل جنوبى متماثلان فى الشكل و يفتحان على الفناء الاوسط المكشوف للقصر. للقصر قبة خشبية مسجلة كأثر اسلامى من الاثار الاسلامية بقرار وزارى سنة 1990 لتميزها بعناصر معمارية و زخرفية، و تنقسم القبة الى اثنى عشر قسما كل قسم لة زخرفة خاصة بة. استخدم جزء من القصر كديوان لمحافظة السويس رسميا منذ 1958م ثم مبنى لمديرية امن السويس ثم قسم لشرطة السويس و ليترك بعد ذلك مهجورا ليفترسة الاهمال.
و برغم موافقة المجلس الاعلى للآثارفى سنة 2014 على اعتبارة أثر اسلامى و قرار وزير اللآثار سنة 2016 و المنشور فى الوقائع المصرية فى سنة 2017 بتسجيلة فى عداد اللآثار الاسلامية و القبطية الا ان كل ذلك لم يغير من الامر شئ و لم نجد حتى الان يدا غير يد الاهمال لتمتد لتمس ما يمثل أهم و أكبر أثر قائم كشاهد على تاريخ السويس.
1- جريدة الوقائع المصرية العدد 122 بتاريخ 28 مايو 2017.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق